سورة الفتح - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الفتح)


        


قوله جلّ ذكره: {إِنَّا فِتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً}.
قضينا لك قضاءَ بَيَّناً، وحكمنا لك َ بتقويةِ دينِ الإسلام، والنصرةِ على عدوِّك، وأكرمناكَ بفتح ما انغلق على قلبِ مَنْ هو غيرك- مِنْ قِبْلِك- بتفصيلِ شرائعِ الإسلام، وغير ذلك من فتوحات قلبه صلوات الله عليه.
نزلت الآيةُ في فتحِ مكة، ويقال في فتح الحُديبية.
ويقال: هديناك إل شرائع الإسلام، وَيَسَّرْنا لك أمورَ الدين.
قوله جلّ ذكره: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}.
كلا القسمين- المتقدِّم والمتأخِّر- كان قبلَ النبوة.
ويقال: {مَا تَقَدَّمَ} من ذَنْبِ آدمِ بحُرْمتك، {وَمَا تَأَخَّرَ}: من ذنوب أُمَّتك.
وإذا حُمِلَ على تَرْك الأوْلَى فقد غفر له جميع ما فعل من قبيل ذلك، قبل النبوة وبعدها.
ولمَّا تزلت هذه الآية قالوا: هنيئاً لك! فأنزل الله تعالى: {لِّيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا}..... ويقال. حسناتُ الأبرارِ سيئاتُ المقربين.
{وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً}.
يتم نعمته عليك بالنبوة، وبوفاء العاقبة، ويبسط الشريعة، وبشفاعته لأمته، وبرؤية الله غداً، وبإظهار دينه على الأديان، وبأنه سيد ولد آدم، وبأنه أقْسَمَ بحياتِهِ، وخصَّه بالعيان. وبسماعِ كلامه سبحانه ليلةَ المعراج، وبأن بَعَثَه إلى سائِرِ الأمم.. وغير ذلك من مناقبه.
{وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً} يثبتك على الصراط المستقيم، ويزيدك هدايةً على هداية، ويهدي بك الخَلْقَ إلى الحقِّ.
ويقال: يهديك صراطاً مستقيماً بترك حَظِّك.


قوله جلّ ذكره: {وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً}.
لا ذُلَّ فيه، وتكون غالباً لا يَغْلِبُكَ أحَدٌ:
ويقال: ينصرك على هواك ونَفْسِك، وينصرك بحُسْنِ خُلُقِك ومقاساةِ الأذى من قومك.
ويقال نصراً عزيزاً: مُعِزَّاً لك ولمن آمن بك.
وهكذا اشتملت هذه الآية على وجوهٍ من الأفضال أكْرَمَ بها نبيَّه- صلى الله عليه وسلم- وخصَّه بها من الفتح والظَّفَرِ على النَّفْس والعدو، وتيسير ما انغلق على غيره، والمغفرة، وإتمام النعمة والهداية والنصرة.. ولكلٍّ من هذه الأشياء خصائصُ عظيمةٌ.
قوله جلّ ذكره: {هُوَ الَّذِى أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِى قُلُوبِ الْمُؤمِنِينَ} السكينةُ ما يسكن إليه القلبُ من البصائر والحُجَج، فيرتقي القلبُ بوجودِها عن حدِّ الفكرة إلى رَوْحِ اليقين وثَلَج الفؤاد، فتصير العلومُ ضروريةٌ , وهذا للخواصَّ.
فأمّا عوامُّ المسلمين فالمرادُ منها: السكون والطمأنينة ُواليقين.
ويقال: من أوصافِ القلب في اليقين المعارف والبصائر والسكينة.
وفي التفاسير: السكينة ريح هفَّافة. وقالوا: لها وجهٌ كوجه الإنسان. وقيل لها جناحان.
{لِيَزْدَادُواْ إِيَماناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ}.
أي يقيناً مع يقينهم وسكوناً مع سكونهم. تطلع أقمارُ عين اليقين على نجوم علم اليقين، ثم تطلع شمسُ حقِّ اليقين على بَدْرِ عين اليقين.
{وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً}.
{جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} وقيل: هي جميع القلوب الدالَّةِ على وحدانية الله.
ويقال: مُلْكُ السمواتِ والأَرضِ وما به من قوىً تقهر أعداءَ اللَّهِ.
ويقال: هم أنصارُ دينه.
ويقال: ما سلَّطه الحقُّ على شيءٍ فهو من جنوده، سواء سلَّطَه على ولِّيه في الشدة والرخاء، أو سلَّطَه على عدوِّه في الراحة والبلاء.


قوله جلّ ذكره: {وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً}.
لا ذُلَّ فيه، وتكون غالباً لا يَغْلِبُكَ أحَدٌ:
ويقال: ينصرك على هواك ونَفْسِك، وينصرك بحُسْنِ خُلُقِك ومقاساةِ الأذى من قومك.
ويقال نصراً عزيزاً: مُعِزَّاً لك ولمن آمن بك.
وهكذا اشتملت هذه الآية على وجوهٍ من الأفضال أكْرَمَ بها نبيَّه- صلى الله عليه وسلم- وخصَّه بها من الفتح والظَّفَرِ على النَّفْس والعدو، وتيسير ما انغلق على غيره، والمغفرة، وإتمام النعمة والهداية والنصرة.. ولكلٍّ من هذه الأشياء خصائصُ عظيمةٌ.
قوله جلّ ذكره: {هُوَ الَّذِى أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِى قُلُوبِ الْمُؤمِنِينَ} السكينةُ ما يسكن إليه القلبُ من البصائر والحُجَج، فيرتقي القلبُ بوجودِها عن حدِّ الفكرة إلى رَوْحِ اليقين وثَلَج الفؤاد، فتصير العلومُ ضروريةٌ , وهذا للخواصَّ.
فأمّا عوامُّ المسلمين فالمرادُ منها: السكون والطمأنينة ُواليقين.
ويقال: من أوصافِ القلب في اليقين المعارف والبصائر والسكينة.
وفي التفاسير: السكينة ريح هفَّافة. وقالوا: لها وجهٌ كوجه الإنسان. وقيل لها جناحان.
{لِيَزْدَادُواْ إِيَماناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ}.
أي يقيناً مع يقينهم وسكوناً مع سكونهم. تطلع أقمارُ عين اليقين على نجوم علم اليقين، ثم تطلع شمسُ حقِّ اليقين على بَدْرِ عين اليقين.
{وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً}.
{جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} وقيل: هي جميع القلوب الدالَّةِ على وحدانية الله.
ويقال: مُلْكُ السمواتِ والأَرضِ وما به من قوىً تقهر أعداءَ اللَّهِ.
ويقال: هم أنصارُ دينه.
ويقال: ما سلَّطه الحقُّ على شيءٍ فهو من جنوده، سواء سلَّطَه على ولِّيه في الشدة والرخاء، أو سلَّطَه على عدوِّه في الراحة والبلاء.

1 | 2 | 3 | 4 | 5